استكملت وزارة الصحة بالتعاون مع جامعة الشارقة وشركة سانوفي (Sanofi)، الشريك الحصري في قطاع الرعاية الصحية، ومؤسسة بيكر الطبية (Baker IDI)، المرحلة الأولى من أول دراسة بحثية وطنية حول مرض السكري على مستوى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يتم العمل على تقييم النتائج في الوقت الحالي. وقد شاركت دو في تقديم الوسائل اللازمة للباحثين لتسريع عملية المسح وتحسين معايير كفاءة ودقة جمع البيانات. ويسر الجهات المشاركة في المسح الإعلان عن بدء المرحلة الثانية من الدراسة بمناسبة حلول اليوم العالمي للسكري. ويذكر أن المسح يجري بالتعاون مع هيئة الصحة بدبي وهيئة الصحة في أبوظبي.
وتعد هذه الدراسة البحثية الأولى من نوعها حيث أنها تختص بانتشار مرض السكري على مستوى الإمارات العربية المتحدة، وهو يغطي مختلف شرائح المواطنين والوافدين في الدولة، حيث سيشمل أكثر من 6000 نسمة في مختلف أنحاء إمارات الدولة السبعة لجمع البيانات الفعلية عن انتشار هذا المرض الذي يهدد صحة الناس في الدولة. ويجري حالياً تحليل وتقييم نتائج المرحلة الأولى، وسوف تبدأ المرحلة الثانية في شهر ديسمبر المقبل، حيث ستدخل عملية تسجيل البيانات عامها الثاني.
وتقدم دو دعمها للمبادرة من خلال تأمين الاتصال ما بين الباحثين العاملين في المبادرة بواسطة تقنيات الاتصال من جهاز إلى جهاز (M2M) مع تقديم شرائح بيانات مع الباقات اللازمة خلال مدة البحث. ويساعد إدخال البيانات باستخدام تقنيات الاتصال من جهاز إلى جهاز التي تدعم الجيل الثالث (3G M2M) التي توفرها دو في دعم المسح كماً وكيفاً، فهي تضمن السرعة والمرونة، وانخفاض التكلفة، وتخفيف العبء والجهد على جامعي البيانات، والحد من الأخطاء إلى أدنى درجة ممكنة. فضلاً عن ذلك، يتيح توفر اتصال الإنترنت في جميع الأوقات التأكد من تخزين البيانات تلقائياً، ونقلها مباشرة إلى قواعد بيانات وزارة الصحة وموقعها الإلكتروني وتحديثها فور الإجابة على كل سؤال في الاستبيان. كما أن إجراء المقابلات إلكترونياً يتطلب نصف الوقت مقارنة مع أساليب المسح التقليدية ويضمن أن يتم الرد على جميع الأسئلة. وفي ضوء هذه المزايا والكثير غيرها من الفوائد التي يتيحها إدخال البيانات إلكترونياً وبشكل آني، أثبتت هذه الطريقة فعاليتها وكفاءتها العاليين.
وقال صلاح البدوي مدير برنامج السكري في وزارة الصحة: "حرصاً منا على الصحة العامة، نلتزم بتنظيم مبادرات مثل هذه الدراسة من أجل تحديد مدى انتشار مرض السكري في دولة الإمارات العربية المتحدة. وسوف تسمح لنا النتائج التي سيتوصل إليها المسح في تطوير برامج مصممة لمكافحة مخاطره مستقبلاً، على أمل القضاء عليه. ونود أن نشكر كل من شركة دو وجامعة الشارقة وشركة سانوفي على مساهماتها القيمة في دعم رفاه المجتمع الإماراتي".

من جانبه، أشار البروفسور حسام الدين حمدي نائب مدير الجامعة لشؤون الكليات الطبية والصحية، أن جامعة الشارقة تشارك بنشاط في البحوث العملية ذات الأولوية الصحية الوطنية، وفي مقدمتها السكري والسرطان وحالات عودة ظهور الأمراض المعدية. ونوه أن هذا المسح الوطني يسعى لكشف المحددات البيئية والجينية لمرض السكري، وأنه سيكون بمثابة أساس لدراسات عديدة تالية في هذا الموضوع.
بدروه، قال الدكتور نبيل سليمان رئيس قسم طب الأسرة والمجتمع والعلوم السلوكية بكلية الطب بجامعة الشارقة، وكبير الباحثين في المسح: "يعد نطاق هذا المسح كبيراً جداً، وسوف يوفر لنا معلومات حيوية من شأنها أن تساعد في تحديد أنماط الحياة والسلوكيات التي تقود إلى تنامي حالات الإصابة بمرض السكري في الإمارات. ونشكر وزارة الصحة على مشاركتها في هذا المشروع، وشركة سانوفي على تقديمها الدعم، كما نشكر دو على توفيرها بطاقات البيانات وحلول الاتصال من جهاز إلى جهاز، والتي سيكون لها أثر إيجابي كبير على جودة ودقة هذا المسح".
وقال أيمن مختار مدير عام شركة سانوفي الخليج: "نلتزم بالمساهمة في مكافحة مرض السكري، ونحرص دائماً على معالجة القضايا التي تؤثر على رفاهية المجتمع في الدولة. ونحن ندرك أن انتشار مرض السكري زاد منذ المسح الأخير الذي أجري خلال العام 2005، ولكننا نحتاج إلى دراسة البيانات حتى نتمكن من تكوين فهم أفضل للانتشار الحالي، والعوامل المساهمة فيه، وتحديد المجالات التي تتطلب المزيد من الاهتمام. ويتمثل الهدف النهائي من هذا المسح الفريد في تقديم صورة واضحة لصناع القرار توضح مدى تفشي المرض وأفضل الطرق للتعامل معه".

وقال الدكتور منصور أنور، مدير إدارة الخدمات الطبية والصحة المهنية في دو: "نحن شركة إماراتية تحرص كل الحرص على أن يكون لنا دور فاعل في تنمية المجتمع، ومن ضمنها صحة مواطني دولة الإمارات والمقيمين. ويعد مرض السكري أحد أكبر الأخطار التي تهدد حياة سكان دولة الإمارات. وإذ نحن نساهم في أول دراسة بحثية وطنية حول انتشار مرض السكري على مستوى الدولة للمساعدة في مكافحة هذا المرض، يأتي تعاوننا مع وزارة الصحة وجامعة الشارقة توضيحاً للطرق الرائدة لتسخير التقنيات الإلكترونية الحديثة، مثل الاتصال من جهاز إلى جهاز (M2M)، واستخدامها بطريقة مسؤولة اجتماعياً لخير المجتمع. وبهذا نكون قد ساهمنا من خلال تقنياتنا كشريك اتصال".

وسوف يتطلب إجراء المسح وتحليل النتائج ودراستها عامين من الزمن، حيث سيشرف عليها فريق رائد من الأطباء والممرضين والباحثين في جامعة الشارقة بمساعدة وزارة الصحة. بتوجيه من مجموعة اللجنة التوجيهية حيث تضم في عضويتها الأستاذ الدكتور حمدى والأستاذ الدكتور نبيل سليمان (جامعة الشارقة)، والدكتور فكري والدكتور صلاح بدوي (وزارة الصحة)، والبروفيسور بول والبروفيسور جوناثان شو (مؤسسة بيكر الطبية)، الدكتور محمد اسماعيل (سانوفي)، الدكتور مدني والدكتور فتحية العوضي (هيئة الصحة بدبي)، والدكتور صلاح. والسيد هشام (مركز راشد)، والسيد مأمون كساب والسيد زيد (المكتب الوطني للإحصاء-ابوظبي)، والدكتور خالد الجابري (هيئة الصحة ابوظبي). وسوف يقوم الباحثون بجمع المعلومات حول مرض السكري عن طريق أخذ عينات من الدم وتسجيل البيانات حول أنماط حياة وسلوك المشاركين والمؤشرات الأنثروبومترية وضغط الدم. وهذه هي المرة الأولى التي يجري فيها تنظيم مشروع بهذا الحجم في الإمارات، ومن المتوقع أن يقدم بيانات ومعلومات هامة حول انتشار مرض السكري، وربطها بأنماط حياة المقيمين في الدولة، وتحديد سبل معالجة مخاطر السكري المتنامية.
-انتهى-