أطلقت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) مشروع التثقيف الصحي للمدارس، الذي يهدف إلى رفع مستوى وعي الطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة لأهمية اتباع أسلوب حياة صحي. ويجري تنفيذ هذا المشروع التجريبي بالتعاون مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والخدمات العلاجية الخارجية (صحة) وشركة دو، حيث سيبدأ العمل به في ديسمبر 2013 ويستمر لمدة عام واحد، ويشمل 18 مدرسة حكومية (الحلقة الثانية) في دولة الإمارات؛ بواقع مدرستين في كل إمارة إلى جانب مدينة العين والمنطقة الغربية.
ويهدف برنامج التثقيف الصحي للمدارس إلى التعامل مع التحديات التي تعترض عملية التوعية الصحية للطلاب، وذلك بأساليب تعليمية تفاعلية مشوّقة تحظى باهتمامهم، ويسعى هذا البرنامج إلى تطوير منهج تفاعلي في مجال التثقيف الصحي.
وفي إطار المشروع سيتم إعداد دليل حول تقديم الحصص المدرسية الخاصة بالتثقيف الصحي باستخدام المنهج القائم على المهارات التفاعلية. حيث سيجري تحديد المواضيع الصحية والسلوكية التي سيتناولها الدليل، بالإضافة إلى تحديد مدى توفر الإمكانيات والموارد في المدارس لتقديم حصص التثقيف الصحي التفاعلية من خلال مجموعات نقاشية متخصصة من مختلف العاملين في المدارس من ممرضات بالإضافة إلى البيانات التي سيتم توفيرها من مختلف الهيئات الصحية في الدولة.
وإلى جانب تطوير مناهج التدريس التفاعلية في مجال التثقيف الصحي التي تم وضعها من قبل وزارة الصحة والخدمات العلاجية الخارجية (صحة)، سيشهد البرنامج تدريب الممرضات في المدارس لتطبيق هذا المنهج على نحو فعال خلال تقديم الحصص. وأخيراً، ينبغي أن يقود ذلك إلى وضع خطة عمل لتعميم منهج التثقيف الصحي القائم على المهارات في جميع المدارس الحكومية (حلقة ثانية) في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قال د. ابراهيم الزيق، ممثل منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) لدول الخليج العربية: "قد أظهرت الأبحاث أن اتباع منهج التعليم التشاركي هو الأسلوب الأكثر فعالية لتطوير المعرفة وإحداث تغيير إيجابي. ومن خلال مشروع التثقيف الصحي في المدارس، نتطلع إلى تثقيف أكبر عدد ممكن من أطفال المدارس الحكومية – للحلقة الثانية بالفوائد المترتبة على اعتماد نمط حياة صحي، والتي ستساهم في تطبيق الاستراتيجيات الحكومية المتعلقة بالصحة والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. نحن ممتنون لشركائنا الذين يلعبون دورا أساسيا في احياء هذا المشروع. معا، نحن نسعى لتمكين الأطفال من تشكيل حياتهم في المستقبل"
و قال سعادة ناصر خليفة البدور، مدير منطقة دبي الطبية ومدير مكتب سعادة وزير الصحة:" اننا في وزارة الصحة نسعى و نرحب دائما ببناء الشراكات الفاعلة لتنفيذ الخطط الوطنية التي ترتكز عليها تنمية الموارد البشرية ورفاهية الإنسان باعتباره الثروة الحقيقية للمجتمع . فهناك ارتباط وثيق بين الصحة والتعليم ولذلك نسعى دائما لبناء الانسان الواعي والملم بأساليب المحافظة على صحته والوقاية من الاصابة بالأمراض وقادر على ممارسة العادات الصحية السليمة و العمل على توفير بيئة خالية من المخاطر له ولمن حوله. وتبذل الوزارة بالتعاون مع شركائها جهوداً كبيرة للتثقيف الصحي في المدارس وفي غيرها من المواقع . و حيث أن بناء القدرات يعد من أساسيات أي برنامج فقد تم الإعداد لهذا البرنامج بالتعاون مع الشركاء لبناء قدرات العاملين في الصحة والتربية والتعليم من ممرضين ومنسقي الأنشطة الصحية في المدارس ليكونوا قادرين على اعطاء التثقيف الصحي بطرق تفاعلية حيث أظهرت الدراسات القائمة حول الأساليب المختلفة للتثقيف الصحي أن أنشطة التعليم التفاعلي هي أكثر الأساليب قدرة على تنمية معارف وسلوكيات وآراء ومهارات الطلاب وتمكينهم من اتخاذ قرارات صحية."
وقالت عائشة الصيري مدير إدارة التغذية والصحة المدرسية بوزارة التربية والتعليم : "من أهداف الوزارة تعزيز الأنشطة لتطوير المهارات الحياتية للطالب وخلق جيل من الطلبة يتمتع بالصحة والعافية حيث يشكل الطلبة نسبة هامة من المجتمع تصل إلى ربع عدد السكان، وتوفر المدرسة فرصة كبرى للعناية بالصحة ويعتبر التثقيف أساسيّا للرعاية الصحية الأولية وإكساب العاملين في المجال التربوي مهارات التخطيط والتنفيذ والتقويم لبرامج الصحة المدرسية بالإضافة إلى إكسابهم القدرات والمهارات اللازمة للاكتشاف المبكر للمشكلات الصحية ومهارات التوعية الصحية بالمدرسة لتحسين البيئة المدرسية وتعزيز صحة الطلاب والمجتمع المدرسي .ولا يتأتى ذلك إلا من خلال التنسيق مع الجهات الصحية الأخرى."
و قال محمد حواس الصديد، المدير التنفيذي في صحة: " تعمل الخدمات العلاجية الخارجية "صحة" على مواكبة كل ما هو جديد من نظم وابتكارات ومهارات وتسخيرها لصقل مهارات ممرضي الصحة المدرسية وتمكينهم من تقديم التثقيف الصحي بطرق مبتكرة وفعالة مما ينعكس إيجاباً على وضع أبنائنا وبناتنا الصحي والتعليمي. كما يسعى ممرضي وممرضات المدارس بشكل دائم إلى ترسيخ نمط حياة صحي بين أطفالنا عن طريق نشر الارشادات والنصائح الصحية. ونعمل من خلال إدارة خدمات الصحة المدرسية على تعزيز الرعاية الصحية لدى أبنائنا الطلبة تجسيداً لمبدأ "العقل السليم في الجسم السليم."
وقالت هالة بدري النائب التنفيذي للرئيس للإعلام والاتصال في دو: "نؤمن كشركة وطنية أن دورنا في المجتمع يتعدى كوننا مشغّل وموفر لخدمات الاتصال. وذلك انسجامًا مع رؤية قيادة الإمارات التي اختصرها سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء في تعليق له أثناء الخلوة الوزارية الاستثنائية لمجلس الوزارء مؤخرًا؛ إن توفير أفضل الخدمات الطبية هو مسؤولية مشتركة بين القطاع الاتحادي والمحلي بالتعاون مع القطاع الخاص."
وأضافت: "إن هذه الرؤية هي الدافع وراء شراكتنا مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف)، ووزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، وشركة أبوظبي للخدمات الصحية (صحة) لإطلاق مشروع التعليم الصحي المدرسي، ومن خلاله نُجدد التزامنا نحو تحقيق التنمية المستدامة في الإمارات. ونأمل عبر هذه الشراكة إلى غرس السلوكيات الصحية السليمة في اطفالنا للإيجاد جيل مستقبلي يتمتع بأفضل مستوى من الصحة ويعيش حياة أفضل".