أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) عن استكمالها المرحلة التجريبية من مشروع التثقيف الصحي للمدارس، وإطلاق الدليل التدريبي المبني على المهارات، بالتعاون مع دو وتحت إطار حملتها "في الحركة بركة" التي تهدف إلى رفع مستوى وعي أفراد المجتمع الإماراتي بأهمية تبني أسلوب حياة صحي. ويهدف هذا المشروع إلى رفع مستوى وعي الطلاب في دولة الإمارات العربية المتحدة لأهمية اتباع أسلوب حياة صحي، حيث بدأ العمل فيه خلال شهر ديسمبر 2013 ضمن إطار مرحلة تجريبية مدتها عام واحد، وذلك بالتنسيق مع وزارة الصحة ووزارة التربية والتعليم والخدمات العلاجية الخارجية (صحة) وشركة دو.

 

وشمل المشروع التجريبي 18 مدرسة حكومية (حلقة ثانية) في مختلف أنحاء الإمارات العربية المتحدة، بواقع مدرستين في كل إمارة بالإضافة إلى مدينة العين والمنطقة الغربية، حيث هدف المشروع إلى التعامل مع التحديات التي تعترض عملية التوعية الصحية للطلاب بأساليب تعليمية تفاعلية مشوقة تحظى باهتمامهم. ومن الجدير بالذكر أن نسبة المعرفة لدى الطلاب حول مختلف المواضيع الصحية زادت بنسبة 15٪ للبنات و12٪ للبنين في نهاية المشروع. ولقد تم قياس ذلك من خلال جلسات تقييم نظمت للطلاب قبل وبعد التثقيف الصحي.

 

وتمثل أحد أهم أهداف المشروع في إعداد الدليل التدريبي لتقديم الحصص المدرسية الخاصة بالتثقيف الصحي باستخدام المنهج القائم على المهارات التفاعلية، حيث شهد العام الماضي تحديد المواضيع الصحية والسلوكية التي تناولها الدليل، وتحديد مدى توفر الإمكانيات والموارد في المدارس لتقديم حصص التثقيف الصحي التفاعلية من خلال مجموعات نقاشية متخصصة من مختلف العاملين في المدارس بالإضافة إلى البيانات التي سيتم توفيرها من مختلف الهيئات الصحية في الدولة.

 

ثم تم تطوير دليل تدريبي ليشمل عددا من الأنشطة والأساليب والأدوات والموارد لتقديم التثقيف الصحي باستخدام النهج التفاعلي وهو مقسم إلى ثلاثة أجزاء، يوضح الأول منها مفهوم التثقيف الصحي المبني على المهارات. ويقدم الجزء الثاني مجموعة من الأنشطة والأدوات التفاعلية والتشاركية المبسطة، التي سيتم استخدامها في جلسات التثقيف الصحي. أما الجزء الثالث، فيشمل مجموعة من النماذج التطبيقية العملية المصممة من قبل فريق المثقفين الصحيين في المرحلة التجريبية، والتي تساعد مستخدم الدليل التدريبي على تطوير جلسات العمل والاستفادة من الأفكار الواردة فيها.

 

فضلا عن ذلك تم مشاركة إطار عمل المشروع مع الشركاء لضمان استدامته والوصول الى عدد أكبر من الطلاب.

وقال الدكتور إبراهيم الزيق، ممثل منظمة اليونيسف في منطقة الخليج العربي: " باعتبار ان المعرفة هي نقطة الانطلاق للطلاب لتبني نمط حياة أكثر صحة، فقد أظهرت نتائج تحليل المعرفة لدى الطلاب بعد نهاية المشروع متوسط تحسن بنسبة 14٪ وذلك يعتبر بداية رائعة للطلاب. بجانب هذه النتائج الجيدة، لقد حقق المشروع أيضا هدفين رئيسيين، الأول هو إطلاق دليل تدريبي للمثقف الصحي مثل الممرضين والذي سيكون متاح لهم كأداة تساعدهم في التثقيف الصحي المبني على النهج التشاركي، والثاني هو وضع إطار عام للمشروع الذي تم تقديمه لشركائنا لمساعدتهم على تعميم المشروع وضمان استدامته للوصول إلى المزيد من الأطفال في جميع أنحاء الإمارات العربية المتحدة".

 

وقال الدكتور حسين عبد الرحمن الرند، الوكيل المساعد لقطاع المراكز والعيادات الصحية في وزارة الصحة: "إن ما يميز الإعداد لدليل المهارات الحياتية الصحية العمل المشترك بين قطاعات حيوية عديدة وعلى راسها قطاعي الصحة والتعليم وبتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف"  وذلك من أجل تعزيز صحة افراد المجتمع وتقديم العناية الصحية اللازمة لكافة مواطني الدولة والمقيمين على أرضها. وفي اطار تحقيق هذا الهدف فقد تم إصدار دليل المهارات الحياتية الصحية  ليساهم في  رفع الوعي الصحي والمعرفي حول الممارسات والسلوكيات الصحية الأساسية التي تضمن لهم حياة صحية سليمة معافاة وتحميهم من الإصابة بالأمراض". 

 

من جانبه، قال حسن لوتاه، مدير إدارة التربية الرياضية بوزارة التربية والتعليم: إننا في وزارة التربية والتعليم وضعنا ضمن استراتيجيتنا أهدافاً لتعزيز الأنشطة الصحية وتطور المهارات الحياتية للطالب واتباع أساليب تعليمية تفاعلية في مجال التثقيف الصحي. والوزارة تسعى وترحب دائماً ببناء الشراكات الفاعلة لتنفيذ الخطط الوطنية، لبناء الطالب الواعي والملم بأساليب المحافظة على صحته والوقاية من الإصابة بالأمراض والقادر على ممارسة العادات الصحية والعمل على توفير بيئة يتعلم ويعيش فيها، وتجنبه مخاطر التحديات الصحية التي تهدد صحته وصحة من حوله".

 

وقالت الدكتورة مريم بطي المزروعي، المدير التنفيذي بالإنابة للخدمات العلاجية الخارجية (صحة): "إن من شأن هذا المشروع أن يساهم في تغيير أساليب التعليم الصحي في المدارس، وبالتالي تشجيع الأطفال على تبني نمط حياة صحي".

 

بدورها، قالت هالة بدري النائب التنفيذي للرئيس للإعلام والاتصال في دو: "يسرنا أن نشهد استكمال المرحلة التجريبية من مشروع التثقيف الصحي للمدارس وإطلاق الدليل التدريبي، والذي يمثل خطوة محورية في ضمان مستقبل أكثر صحة وعافية وسعادة لأجيال المستقبل في الإمارات العربية المتحدة. ونفخر في دو بأن نكون جزءاً من هذا المشروع، ونشكر منظمة اليونيسيف على إفساحها المجال لنا للمساهمة في رفع مستوى الوعي الصحي في الدولة، وهي مسألة تتربع على رأس قائمة الأوليات بالنسبة لنا في دو، حيث نحرص على تحفيز جميع أفراد المجتمع الإماراتي – شيباً وشباباً – على اتباع نمط حياة صحي ومتوازن. وقد سبق لشركتنا تقديم العديد من المبادرات في هذا المجال، وكان من أهمها حملة "في الحركة بركة" التي أطلقناها على المستوى الوطني ودعمناها بفعاليات وأنشطة مختلفة خلال الـــ 17 شهراً الماضية، من أبرزها تطبيق الهاتف المتحرك "في الحركة بركة" المجاني الذي يساعد المستخدمين على متابعة مستويات نشاطهم والمواظبة على العادات الصحية واختيار الأطعمة المناسبة في كل مكان زمان".

 

وجدير بالذكر أن الدليل التدريبي موجه مباشرةً إلى المثقفين الصحيين العاملين مع الطلبة في الفئة العمرية ما بين 11 و16 سنة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لمساعدتهم على تنفيذ جلسات تثقيف صحي تفاعلية وتشاركية تقوم بإيصال الرسائل الصحية المطلوبة بطريقة ممتعة وفعالة ترفع مستوى وعيهم ومعرفتهم بالقضايا الصحية ونمط الحياة الصحي الواجب اتباعه. ويمكن استخدام الأنشطة التفاعلية الواردة في هذا الدليل من قبل أي عامل مع الطلبة، أو حتى من قبل الطلبة أنفسهم مع أقرانهم وعائلاتهم. ولا يقتصر استخدام هذه الأنشطة على المواضيع الصحية فحسب، بل إن العديد منها يمكن أن يناسب مواضيع تعليمية أو تثقيفية مختلفة.

-انتهى-